التسويق للجمعيات

ما هو التسويق للجمعيات؟

الجمعيات والمؤسسات الغير هادفة للربح هي مؤسسات تهدف إلى تقديم خدمات أو العمل على تحقيق أهداف معينة دون السعي لتحقيق الربح المادي. وغالباً ما تأسس هذه المؤسسات من قبل مجموعة من الأفراد أو المؤسسات الأخرى لتلبية احتياجات معينة في المجتمع.

تتضمن هذه المؤسسات العديد من الأنواع المختلفة مثل الجمعيات الخيرية، والمؤسسات التعليمية، والثقافية، والرياضية، والبيئية، والدينية، والإنسانية، والطبية، والأبحاث العلمية، وغيرها.

تختلف أهداف هذه المؤسسات ونطاق عملها وشكلها التنظيمي، ولكن الهدف المشترك بينها جميعاً هو تحسين جودة الحياة في المجتمعات التي تخدمها دون الرغبة في تحقيق الربح المادي.

وعادة ما تعتمد هذه المؤسسات على التمويل من المتبرعين والجهات الحكومية والشركات الخاصة والأفراد لتمويل أنشطتها وتحقيق أهدافها، وهي عادة تحتاج إلى تنظيم وإدارة جيدة لتحقيق أقصى قدر من الفعالية والاستدامة في العمل.

يمكن أن تعمل الجمعيات والمؤسسات الغير هادفة للربح في مجالات مختلفة، مثل المساعدة على تحسين الحالة الاجتماعية والاقتصادية للفئات الضعيفة والمحرومة، أو العمل على توفير الخدمات الصحية والتعليمية والثقافية والرياضية والبيئية والإنسانية والدينية والأبحاث العلمية للمجتمع.

ويعتبر العمل التطوعي داخل الجمعيات والمؤسسات الغير هادفة للربح وسيلة مهمة لتحقيق أهدافها، حيث يتطوع الأفراد من أجل خدمة المجتمع والعمل على تحقيق الأهداف المشتركة، ويعتبر العمل التطوعي فرصة للتعلم والتطوير والاندماج في المجتمع.

وتحظى الجمعيات والمؤسسات الغير هادفة للربح بدعم وتشجيع من قبل الحكومات والمجتمعات المحلية والدولية، حيث تساهم هذه الجهات في توفير التمويل والدعم الفني والإداري والقانوني والمعرفي لهذه المؤسسات.

وفي النهاية، تعد الجمعيات والمؤسسات الغير هادفة للربح أداة هامة لتحقيق التنمية المستدامة في المجتمعات، حيث تعمل على توفير الخدمات والمساعدة على تحسين جودة الحياة، وتشجع على العمل التطوعي والمشاركة المجتمعية، وتساهم في تحسين العلاقات بين أفراد المجتمع وتحقيق التضامن الاجتماعي.

التسويق التقليدي للجمعيات : 

يعتبر التسويق التقليدي للجمعيات والمؤسسات غير الهادفة للربح، هو العملية التي تتمثل في إعلان وترويج الخدمات والمشاريع التي تقدمها هذه المؤسسات للجمهور المستهدف، وذلك بهدف زيادة الوعي بالأهداف والرسالة التي تحملها المؤسسة، وجذب المزيد من المتطوعين والداعمين والمانحين.

يمكن للجمعيات التقليدية استخدام عدة أدوات للترويج والإعلان عن خدماتها، ومن بين هذه الأدوات:

1- وسائل الإعلام التقليدية:

مثل الصحف والمجلات والإذاعة والتلفزيون، والتي يمكن استخدامها لنشر الرسالة والأهداف والمشاريع التي تنفذها المؤسسة.

2- الإعلانات الخارجية للتسويق للجمعيات:

مثل اللوحات الإعلانية واللافتات، والتي يمكن وضعها في الأماكن العامة والشوارع والميادين لجذب الانتباه وزيادة الوعي بالرسالة التي تحملها المؤسسة.

3- المناسبات والفعاليات:

مثل المؤتمرات والمعارض والأنشطة الاجتماعية، والتي يمكن استخدامها لعرض مشاريع المؤسسة وجذب المهتمين و المتطوعين والداعمين.

وتحتاج الجمعيات التقليدية إلى وضع خطط تسويقية متكاملة وفعالة، تتضمن تحليل السوق وتحديد الجمهور المستهدف وتصميم الحملات الإعلانية الملائمة بشكل جيد، وذلك بهدف تحقيق أفضل النتائج والتأثير الإيجابي على المجتمع.

ويمكن للجمعيات التقليدية أيضًا استخدام استراتيجيات التسويق للجمعيات والتسويق الشبكي والتسويق الحديث ، وذلك لزيادة التفاعل والمشاركة من جانب الجمهور، وتعزيز العلاقات مع المتطوعين والداعمين والمانحين. كما يمكن استخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات والتسويق الإلكتروني، للوصول إلى الجمهور المستهدف بشكل أفضل وزيادة الوعي بالرسالة التي تحملها المؤسسة.

وفي النهاية، يجب على الجمعيات التقليدية أن تتحلى بالشفافية والمصداقية في عمليات التسويق والإعلان، وأن تضع النزاهة والمسؤولية الاجتماعية في مقدمة أولوياتها، وذلك لبناء علاقات طويلة الأمد مع الجمهور والمتطوعين و الداعمين والمانحين، وتعزيز مكانة المؤسسة في المجتمع وتحقيق أهدافها.

التسويق الالكتروني للجمعيات : 

التسويق الإلكتروني هو أحد الطرق الفعالة للترويج لجمعيات المنظمات غير الربحية وزيادة وعي الجمهور بالأنشطة التي تقدمها. ويعتبر التسويق الإلكتروني مفيدًا للجمعيات التي تريد التواصل مع الجمهور بشكل فعال وتحقيق أهدافها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية.

استراتيجيات التسويق الالكتروني الفعّالة للجمعيات:

1- الموقع الإلكتروني: حيث يمكن للجمعيات إنشاء موقع إلكتروني يضم معلومات عن الأنشطة والمشاريع التي تقوم بها، والموارد المالية المتاحة، وكيفية التبرع للمؤسسة. ويجب أن يكون الموقع سهل الاستخدام ويحتوي على معلومات دقيقة ومحدثة بانتظام.

2- التواصل الاجتماعي: يمكن للجمعيات الاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وإنستغرام للتفاعل مع الجمهور والتعريف بالأنشطة التي تقوم بها، وزيادة الوعي بقضايا المؤسسة، وجذب المتطوعين والداعمين والمانحين.

اقرا ايضا :

افضل انواع المحتوي علي وسائل التواصل الاجتماعي

3- البريد الإلكتروني: يمكن استخدام البريد الإلكتروني لإرسال الأخبار والتحديثات عن النشاطات والمشاريع المستقبلية للجمعية، وتذكير الجمهور بفعالياتها، وزيادة التواصل مع المتطوعين والداعمين والمانحين.

4- الإعلانات المدفوعة: يمكن للجمعيات الاستفادة من الإعلانات المدفوعة على منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث لزيادة التعرف على المؤسسة والترويج لها، وجذب المزيد من الداعمين والمانحين.

5- البودكاست والفيديوهات: يمكن للجمعيات إنتاج البودكاست والفيديوهات للتعريف بالمؤسسة والأنشطة التي تقوم بها، وتوضيح الأهداف والتحديات التي تواجهها، والتعرف على العاملين بالجمعية ومجلس الإدارة، وذلك لجذب المتطوعين والداعمين والمانحين.

6- التسويق عبر البريد الورقي: يمكن للجمعيات استخدام البريد الورقي لإرسال الرسائل المطبوعة والمنشورات والكتيبات الترويجية للتعريف بالجمعية والأنشطة التي تقوم بها، وجذب الداعمين والمانحين.

7- التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي: تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وإنستغرام وسائل فعالة للتسويق الإلكتروني للجمعيات. يمكن للجمعيات إنشاء صفحات خاصة بها على هذه المنصات ونشر المحتوى المتعلق بأنشطتها وإنجازاتها ومشاريعها، وتفاعل مع المتابعين والداعمين والمانحين والمتطوعين والمهتمين بالقضايا الاجتماعية التي تعنى بها الجمعية. يمكن أيضًا استخدام إعلانات الفيسبوك وتويتر وإنستغرام للترويج للحملات التي تقوم بها الجمعية وجذب المزيد من الداعمين والمانحين.

8- التسويق عبر البريد الإلكتروني: يمكن للجمعيات إرسال البريد الإلكتروني للتواصل مع الداعمين والمتطوعين والمانحين والمهتمين بالعمل الذي تقوم به الجمعية. يمكن إرسال النشرات الإخبارية والتحديثات والدعوات للمشاركة في الفعاليات والحملات التي تقوم بها الجمعية.

يمكن للجمعيات أن تستخدم أيضًا أدوات أخرى في التسويق الإلكتروني مثل تصميم الشعارات والبنرات الإعلانية، وإنشاء مدونات خاصة بها، والتعاون مع المدونين والناشطين الاجتماعيين للترويج لأنشطتها. يجب على الجمعيات تحديد استراتيجية تسويق إلكتروني فعالة ومناسبة لأهدافها وحجمها ومواردها المتاحة، وتحديثها وتطويرها بانتظام لتحقيق النجاح في الحملات الترويجية.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للجمعيات تحديد أهداف التسويق الإلكتروني وقياس النتائج وتحليل البيانات لتحسين استراتيجياتها في المستقبل. يمكن استخدام العديد من الأدوات التحليلية لتحليل بيانات وسائل التواصل الاجتماعي مثل Google Analytics و Facebook Insights وغيرها.

في النهاية، يجب على الجمعيات الاستفادة من التسويق الإلكتروني واستخدام الأدوات الرقمية المتاحة لجذب المزيد من الداعمين والمانحين والمتطوعين وتعزيز الوعي

دور التسويق للجمعيات في الترويج ونشر الوعي بأهدافها :

يلعب التسويق للجمعيات دورًا مهمًا في الترويج ونشر الوعي بأهدافها، حيث يمكن للجمعيات استخدام استراتيجيات التسويق لجذب المتطوعين والداعمين والمانحين والشركاء المحتملين وتعزيز الوعي بما تقدمه من خدمات ونشاطات.

1- جذب المتطوعين:

يمكن للجمعيات استخدام استراتيجيات التسويق لجذب المتطوعين المهتمين بالعمل الذي تقوم به الجمعية، حيث يمكن إنشاء صفحة خاصة بالجمعية على مواقع التواصل الاجتماعي ونشر المحتوى المتعلق بأنشطتها ومشاريعها والتواصل مع المتطوعين المحتملين. كما يمكن استخدام وسائل الترويج الأخرى مثل النشرات الإعلانية والإعلانات على المواقع الإلكترونية والتحدث عن فرص التطوع في الأحداث الاجتماعية والمناسبات الخاصة.

2- جذب الداعمين والمانحين:

يمكن استخدام التسويق للجمعيات لجذب المزيد من الداعمين والمانحين المحتملين ، حيث يمكن للجمعيات إنشاء حملات تمويلية عبر المنصات الرقمية وتحديد هدف التمويل والمشاريع التي يتم تمويلها، والتواصل مع الجمهور المهتم بالمشاريع الاجتماعية للحصول على الدعم المالي. يمكن أيضًا استخدام النشرات الإخبارية والإعلانات والمواقع الإلكترونية لجذب المزيد من الداعمين والمانحين.

3- نشر الوعي بأهداف الجمعية:

يمكن للجمعيات استخدام استراتيجيات التسويق للجمعيات لنشر الوعي بأهدافها وأنشطتها ومشاريعها، حيث يمكن للجمعيات إنشاء محتوى إعلامي وتوعوي يستهدف الجمهور المستهدف ويتضمن معلومات عن أهداف الجمعية وأنشطتها وفوائدها للمجتمع، ويتم نشر هذا المحتوى عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية الأخرى.

كما يمكن للجمعيات تنظيم الفعاليات الاجتماعية والمحلية التي تهدف إلى توعية الجمهور بأهدافها وتقديم خدماتها وإثبات فعاليتها في العمل الخيري، مثل الحفلات الخيرية والمناسبات المجتمعية والتحديات الخيرية و الماراثونات والفعاليات الرياضية الخاصة.

بشكل عام، فإن دور التسويق للجمعيات يساعد على جذب المزيد من المتطوعين والداعمين والمانحين، وتعزيز الوعي بأهداف الجمعية وزيادة معدلات المشاركة في الأنشطة الخيرية والتطوعية، وهذا يساهم في تحسين فعالية ونجاح الجمعية في تحقيق أهدافها وتلبية احتياجات المجتمع.

تطوير آليات التسويق للجمعيات : 

ويشمل العديد من الخطوات والإجراءات التي يمكن اتباعها لجعل عملية التسويق أكثر فعالية ونجاحاً. من بين هذه الخطوات:

1- تحديد الجمهور المستهدف: يجب تحديد الجمهور المستهدف وفهم احتياجاتهم ومتطلباتهم، وذلك لتحديد الرسائل التسويقية الملائمة والتي تلبي احتياجاتهم.

2- تصميم الهوية البصرية: يجب أن تكون هوية الجمعية متميزة وجذابة للعين، وتشمل الشعار والألوان والأشكال المميزة والتي تميز الجمعية عن غيرها.

3- استخدام وسائل التواصل الحديثة: يجب استخدام وسائل التواصل الحديثة والتقنيات المتاحة حالياً، مثل مواقع التواصل الاجتماعي والإعلانات المدفوعة والبريد الإلكتروني والمدونات وغيرها.

4- تنظيم فعاليات التسويق للجمعيات: يمكن تنظيم فعاليات تسويقية مثل المعارض والمؤتمرات وورش العمل، والتي تساعد في التواصل المباشر مع الجمهور المستهدف.

5- التعاون مع المتطوعين والشركاء: يمكن الاستفادة من المتطوعين والشركاء والمؤيدين للجمعية في توصيل رسالتها ونشر الوعي بها، وذلك من خلال تشكيل فرق عمل متعددة المهارات والخبرات.

6- قياس النتائج والتحسين المستمر: يجب قياس نتائج حملات التسويق للجمعيات ومعرفة ما يعمل وما لا يعمل، واتخاذ الإجراءات اللازمة للتحسين المستمر.

دور المشاهير والمؤثرين في تسويق العمل الخيري : 

يمكن أن يلعب المشاهير والمؤثرين دوراً هاماً في تسويق العمل الخيري وجذب الانتباه إليه عن طريق التسويق عبر المؤثرين، وذلك نظراً لشعبيتهم وتأثيرهم على الجماهير. ومن بين الأدوار التي يمكن للمشاهير والمؤثرين أن يلعبوها في تسويق العمل الخيري:

1- جذب الانتباه والاهتمام: يمكن للمشاهير والمؤثرين جذب الانتباه والاهتمام بشكل كبير إلى العمل الخيري، وذلك بفضل شعبيتهم وتأثيرها على الجماهير.

2- الترويج للقضايا الخيرية: يمكن للمشاهير والمؤثرين الترويج للقضايا الخيرية على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام المختلفة، مما يساعد على زيادة الوعي حول القضية وجذب المزيد من المهتمين والمتطوعين.

3- التبرع بالمال أو الوقت: يمكن للمشاهير والمؤثرين التبرع بالمال أو الوقت للعمل الخيري، وذلك يعكس موقفهم المؤيد للعمل الخيري ويحفز الآخرين على القيام بالمثل.

4- التحديات والمسابقات: يمكن للمشاهير والمؤثرين إطلاق التحديات والمسابقات التي تحفز الناس على التبرع والمساهمة في العمل الخيري، وذلك يساعد على تعزيز الوعي والتحفيز على العطاء.

5- الشراكة في المشاريع الخيرية: يمكن للمشاهير والمؤثرين الشراكة مع الجمعيات والمؤسسات الخيرية في تنفيذ المشاريع الخيرية، وذلك يعزز من تأثير العمل الخيري ويجعله يصل إلى جمهور أوسع.

بشكل عام، يمكن للمشاهير والمؤثرين أن يكونوا نوعًا من السفراء للعمل الخيري ويتمتعون بشعبية وتأثير قوي على الجماهير، ويمكنهم استخدام هذه الشعبية والتأثير في دعم وترويج العمل الخيري وجذب المزيد من الاهتمام والمساعدة. وتعد وسائل التواصل الاجتماعي من بين الأدوات التي يستخدمها المشاهير والمؤثرين بشكل كبير في التسويق للجمعيات، حيث يمكنهم الوصول إلى جماهير كبيرة وتحفيزهم على العطاء والمساهمة في القضايا الخيرية.

علاوة على ذلك، يمكن للجمعيات والمؤسسات الخيرية التعاون مع المشاهير والمؤثرين في إطار شراكات متبادلة، حيث تستفيد الجمعيات من الشعبية والتأثير الذي يتمتع به المشاهير، فيما يحصل المشاركون على فرصة للمساهمة في العمل الخيري والمساعدة في تحقيق الأهداف الإنسانية.

ولكن يجب الانتباه إلى أن استخدام المشاهير والمؤثرين في التسويق للجمعيات العمل الخيري يجب أن يتم بشكل شفاف ومسؤول، ويتماشى مع أخلاقيات العمل الخيري والمساهمة في تحقيق الأهداف الإنسانية، ولا يتحول إلى مجرد حملات دعائية تجارية. كما يجب تحقيق التوازن بين استخدام الشعبية والتأثير الذي يتمتع به المشاهير في الترويج للعمل الخيري، والعمل الفعلي المطلوب من الجمعيات والمؤسسات الخيرية في تحقيق الأهداف الإنسانية وتقديم الخدمات والمساعدة للمحتاجين.

المصادر

التسويق الالكتروني للجمعيات الخيرية